بين البارح واليوم


البورطابل حاجة باهية ونُقلة نوعيّة متاع تواصل واتّصال كبيرة... و هاكا علاش فيسع خذا بلاصتو عند مختلف شعوب الأرض ودخل في حياة النّاس اليوميّة .. خصوصا أنّو يسهّل .. يقرّب البعيد .. يقضي الحوايج وينحّي الوحش زادة .. وبما أنّ كل بلاد وبورطابلها نلقاو انو البورطابل عند التونسي ولّى ضرورة ما عادش كماليّة بل ضرورة مهما اختلفت طبقة انتماؤه .. ومهما كان يخدم وإلاّ بطّاّل ، كبير وصغير وحتّى اللي يدْبي ع الحصير الكلّ صار عندو بورطابل .. وكل واحد صار شيطانو في جيبو .. ماهو قبلْ يقلّك كان وليدك ناقص كلام هزّو للحجّام ... أمَا توّا كان وليدك ناقص كلام اشريلو بورطابل ..
أحْنا التوانسة خُلقي عندنا كثر الحديث وكثرة الهدْرة وزاد علينا البورطابل واللهجة التونسيّة واسعة وزاد ثراءها مع الألفاظ اللي استحدثها الجيل الصّاعد مع غزو الأنترنات والبورطابل وهكّا ولاّت هدرة التونسي ما توفاش والرّغي والحديث الفارغ زاد ... وزيد يخلف على شركات الإتّصال اللي ما خلاّت ما تنوّع من التخفيضات والفورفيات والبونيصات وزيد عليها الأس أم س متاع كلّمني يرحم والديك وزادة حتّى من الكريدي ثمّة ، خوذ اليوم وخلّص الشّارج الجاي .. واصرف يا تونسي ، واللّي ما عندوش عويلة يشري بسيكلة ومنيڨلة .. لكن البورطابل لواش و فاش يستحقّو التونسي ؟؟؟ بخلاف استعمالو المشروع واللّي لازم .. البورطابل عندنا زادة صالح باش .. يفيّق الرّاقد ، و المرا تلحّق بيه القضية اللّي اشتهاتها وإلاّ نساتها .. كيما جيب خبيزة وإنت طالع ، وإلاّ راهي الغلّة وفات .. البورطابل زادة التلامذة يكمّلوا بيه الدّروس اللّي ما انتبهوش ليها في القسم ، أيضا بالبورطابل النّساء يتقابلو ، ويحكيوا بيه ع المسلسلات وع الموضة .. والرجال يستحقّوه مثلا باش يكمّلوا الرابع متاع الرامي وإلاّ البلوت .. او باش يبرمج بلعة وغيرو .. وثمّة آشكون يبيع ويشري بيه وهو في القهوة وإلا في الدّار ، وثمّة آشكون يسأل بيه صبّو وإلاّ ما صبّوش .. وثمّة زادة آشكون يستعملوا في معاكسة خلق ربّي ،، وثمّة آش كون يونّس بيه وحدتو ويحمّلوا لواعج قلبو خصوصا بعد نصف الليل وأوقات السّحر .. حاصيلو أحنا التوانسة قريب نقولوا لليابانين (نحن قادمون ) بعد اللّي قالّك البورطابل يستعملوه جماعة التهريب في البرّ .. واللي هاربين من السّكادرة في البحرْ .. ويستعملوه للسرقة وللحرْقة وبرشا حوايج أخرى .. مالتأثيرات الجانبيّة للبورطابل .. اولاً سهّل عمليّة الكذب والتبلعيط .. مثلا تلقى واحد حاجتك بيه وهوا في طرف القهوة ، تكلّمو يقلّك أنا توّا في سوسة... و في الوتيل الفلاني زاده .. وإلاّ تلقى وحدة هي في الفريب وإلاّ عند الحجّامة ..كيف تطلبها ....تقولّك أنا توّا في الخدمة أو بلان ترافاي .. وإلاّ الصّنايعي اللي متفاهم معاه وتستنّى فيه .وهوا راقد في الدّار ، تكلّموا يقلّك هاني في الثنيّة وقريب نوصلّك .. ثانيا قلق البورطابل ياسر وولّى هالقلق يدخل دارك من غير استئذان ، واللي يكلّمك أكثر الأحيان وغالبا لازم باش تجاوبو .. تجاوبو سواء كنت راقد وإلا فايق ، متغشش وإلا رايق .. ويلزمك تتفاعل معاه زاده .. ثالثا البورطابل عوّض بنسبة كبيرة اللقاءات وجه لوجه والزيارات الحميميّة .. والمجاملات بالحضور وولاّت المساجات المقُولبة الشّايحة هي اللّي حاضرة في تواصلنا وتعاملنا ولاعاد صلة رحِم ولا همْ يزُورونْ .. لكن اللّي أخطر من هذا الكلّ هو دخول البورطابل في العلاقات العائليّة .. العايلة ولاّت تسير بالبورطابل .. الصّغار يوكّلوهم والديهم بالبورطابل .. يلبّسوهم بالبورطابل .. يطلبوا حاجتهم بالبورطابل وحتّى السؤال عن أحوالهم وآش مقلّقهم ولّى في بعض الأحيان بالبورطابل .. على خاطر الوالدين يخدموا وديما مزروبين وما عندهمش وقت .. وإلاّ هذي حجّتهم على الأقلّ .. نزيدكم حاجة مع الأورديناتير والتابلات والبورطابل تقريبا انعدم التواصل العايلي مقابل انفتاح غير مشروط ولا مُراقب على العالم الإفتراضي .. العالم الإفتراضي اللّي ولّى يحكم و يتحكّم في جيلنا القادم و لا حدّ أطلق صيحة فزع .. طبعا كلامي هذا موش ضدّ البورطابل في حد ذاتو ، البورطابل حاجة باهية ومواكبة للعصر لكن يلزم نتعاملوا معاه بعقليّة واعية ونحاولو نرجعو هاك الجو والتواصل العايلي والانساني الي قضات عليه الحداثة بكل مكوناتها .. وما انجم نقول كان يا حسرة على اياماتنا ، ايام الي لا فمة تليفونات ولا انترنات ، فمة كان الفيكس ، حتى التلفزة فيها 3 قنوات فيهم زوز محرمين تتفرج فيهم مع الدار خاطر الطليان والفرنسيس متفتحين من هاك العام اما والدينا ما تقبلش صغارها تتفرج في العرا .. كنا نتلمو الناس الكل على مسلسل واحد نتفرجو فيه وبعد كل واحد يشد قرايتو ولا يشد فرشو يرقد .. ليلة الاحد انتي والفيلم الي تقترحو أ.ت.ت كان فيه نبيلة عبيد مثلا ماذا بيك تقوم ترقد خير ما تجيك شلاكة طايرة خاطر حتى التلافز من غير كوموند وقتها .. ما تنجمش تستخف بفلسة وتدور لقناة اخرة باش تتفادى لقطة فيها عرا وإغراء ولا بوسة .. الخبيث فينا كان يدز فيها راقد .. ركشتنا في الحومة كانت في الخرب ولا على عتب ديارها هذا اذا ما فماش تكويرة حومة كونتر حومة واغلب التكويرات هذي توفى بعركة خاطر عامل الميدان يخدم مصلحة المستظيف ويبدا يحايل وحتى كي تتقسم ساقك في زوز ولا يخرج الدم شوف تدبر كوفرون ولا لا .. الخرب كانت مرتع لجماعة الدخان وطرحة التكلفير الي يستنشقو الكولة الي في مرحلة اخرة يبدلوه بالقازوز والالكول ولي متيسر وباع طرفين خردة يشري كعبات امك دبة ولا بربر .. عتب الديار كانت ملاذ لهاك الجماعة الخوافة من اماتهم خاصة الي تلقاهم محرمين على اولادهم الخلطة وتحب كي تعيط لولدها يجيها يجري كي الكرتوشة باش يقضيلها من عند العطار ويا ويلو كان لقات واحد منبهة عليه باش ماعادش يتبعو ولا يقعد معاه .. 
الآحاد والعطل كانت مخصصة اغلبها للزيارات العايلية ، اللمة كسكسي ولا بسباس واللعب مع اولاد العم مش كي توا نتقابلو كان في المناسبات الخاصة جدا حتى في الاعياد شوف وشوف .. تسمع كان تي ماني كلمتو الجمعة هذي واول امس حكينا عالفيسبوك وهاك الليلة سهرت مع فلان عالسكايب وعدالي عمي ومرت عمي سلمت عليهم .. الحاصل ملا معنى لصلة الرحم الي طاحت قيمتها والناس نسات بعضها وتتزاور كان في الموت ولا في عرس قريب قريب كهو .. آما احسن حاجة كان عندها مطعم خاص في وقتنا هي العلاقات #الأنثو_ذكورية .. لا عندك بورطابل ولا عندك فيسبوك ولا سكايب ولا ميسنجر ولا شي .. عندك طفلة قدامك وعجبتك .. تتصرف .. الساعة اذا مش بنت حومة ساعات تقعد جمعة باش توصل تعرف اسمها ودارها بالظبط وين .. وقتها تقعد تترصد في فرصة باش تقوللها كلمتين .. اذا عندك الزهر يبدا عندهم فيكس في الدار .. تصرف هاك ال500 وتشد التكسيفون .. هي 100 فرنك تكفي كاينها برومو توا آما هاك الصرف الباقي باش كان هز بوها ولا امها تعلق وتحاول مرة اخرة حتى تهز هي .. وفي القراية اقصى كلمة تنجم تقولها لطفلة : عندكش ستيلو ازرق زايد؟ .. حتى الاختلاط قليل في المكتب وارمي الدورو تسمع حسو في القسم .. صحيح تربينا عالخوف مالمعلم والمدير وناكلو الطرايح ونسكتو ، اما الخوف الاكبر كان من ولدينا .. اعطيني الفلقة باسطا ما تقليش جيب بوك .. والخوف هذاكا هوا بيدو الي يحفزنا عالعقالة في الشارع وفي المكتب وعالنجاح خاطر طريحة التدوبيل عذابها وحدو .. البو او الأب قبل زادا كان حاجة اخرة ، كان كي ﻳﺼﻴﺮ ﻭﻗﺖ ﺭﺟﻮﻋﻮ ﻟﻠﺪّﺍﺭ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺍﻟﻜﻞّ ﺗﺴﺘﻨّﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪّﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪّﺭﺝ ، ﺗﺴﺘﻨّﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﻮﻕ ﻭﻣﺤﺒّﺔ ، ﻭﺯﺍﺩﺓ ﻓﻲ ﺭﻫْﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. ﺇي ﻧﻌﻢ ﺭﻫﺒﺔ ﻟﻜﻦ رهبة ﺣﻠﻮّﺓ ، ﻛﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺒُﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ، ﻛﻞّ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺗﺸﺪّ ﺑﻼﺻﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ، ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺸﺪّ ﺑﻼﺻﺘﻮ ﺣﺘّﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﻳﺞ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﻭﺃﺛﺎﺛﻬﺎ ﻳﺘْﺴَﻨﺘِﺮ ﻭﻳﺮﻛﺢ .. ﺭﻫﺒﺔ... ﻣﻮﺵ ﺧﻮﻑ .. ﻭﺍﻟﻠّﻲ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻬﺎﺵ ﻳﺴﺄﻝ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺴّﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴّﺒﻌﻴﻨﺎﺕ والثمانينات الي انا منهم .. ﺍﻟﺒُﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﻋﺘﺰﺍﺯ ﻭﻓﺨﺮﺓ ، ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻭ ﻗﺪﺭْ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺠﺒﻞْ ﺳﻮﺍﺀ ﺣﺎﺿﺮ ﺃﻭ ﻏﺎﻳﺐ ، ﻭﻗﺪْﺭﻭ ﻳﺒﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻡّ ﻭترضعو لصغاﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ، مش كيف الي ﻧﺸﻮﻓﻮﻩ ﻫﺎﻷﻳّﺎﻡ ﻫﻮ ﻗﻠّﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﺑﺎ ، ﻭﺍﻧﺤﺴﺎﺭﻫﺎ في ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻐﻮّﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺎﻣﺎ .. ﺍﻟﻤﺎﻣﺎ ﺍﻟﻠّﻲ ﻭﻻّﺕ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﺮشة ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮ ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺍﻟﻤﺎﻣﺎ ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﻛﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻣﺎ ﺑْﻘﻰ ﻣﻨّﻮ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﻧّﻮ ﻣﻮﺻّﻼﺗﻲ ﺃﻭ ﺗﺎﻛﺴﻴﺴﺖ ﻳﻮﺻّﻞ ﻭﻳﺮﺟّﻊ ﻭﺇﻻّ ﺩﺍﺏ ﻣﺘﺎﻉ ﻓﻠﻮﺱ .. اما بلحق توا ومع جيل توا ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﺪﺍﺕ ﺗﻘﻞّ ﻭﺗﻀﻴﻊ ، تسمع كان ﻣﺎﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ، ﻣﺎﻣﺎ ﻭﺻّﺎﺗﻨﻲ ، ﻣﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺤﺒّﺶ ، ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻣﺎﻣﺎ ، ﺣﺘّﻰ ﻧﺸﺎﻭﺭ ﻣﺎﻣﺎ ، وﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥّ الام ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ ﻳﺠﻴﻬﺎ ﻧﻬﺎﺭ ﻭﻳﻜﺒﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼّﻐﻴّﺮﺍﺕ ، ﺗﺘﻨﻮّﻉ ﻭﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩﺵ ﺗﻨﺠّﻤﻬﻢ ، ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑْﺒُﻮﻫﻢ ﺍﻟﻠّﻲ ﻫﻮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎﻫﻮﺍﺵ ﺣﺎﺿﺮ ﻭﻣﺎ ﻫﻮﺍﺵ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠّﺰﺯْ ﻳﺘﺪﺧّﻞ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺗﺪﺧّﻠﻮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﻳﻮﺻﻞ ﺣﺘّﻰ ﻟﺒﻌﺾْ ﺍﻟﺘﻬﻮّﺭ خاطرو فقد السلطة وما عادش هاك الرهبة مالبو ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻭﺗﺘﻌﻤّﻖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩْ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺡ ﻭﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻠّﻄﻒ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻣﻦ ﻫﺎﻙ ﺍﻟﺼّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠّﻲ ﻫﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻫﺎﻙ ﺍﻹﺧﺘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﺩﻭﺍر .. لكن ﺍﻟﺒﻮ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻳّﺎﻡ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻳﻠﺔ ﻭﻗﺪﺭﻭ ﻛﺒﻴيييييييييييييير ، ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺷﺤﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻷﻡّ ﻣﻊ ﺍﻟﻠّﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺼﻐﻴّﺮﺍﺗﻬﺎ ، ﻫﻜّﺎ ﻋﺸﻨﺎ ﻭﺗﺮﺑّﻴﻨﺎ ، ﻭﻫﻜّﺎ ﻃﻠﻌﻨﺎ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺘﺮﺑّﻴﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﻗﻞّ ﻋٌﻘﺪ ﻓﻲ ﻫﺎﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻧﻘﺪّﺭﻭﺍ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻧﺤﺒّﻮﻫﻢ ﺑﺮﺷﺎ ﻭﺯﺍﺩﺓ ﻧﺠﻠّﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ، وبالمناسبة وهوا حديث وتجبد انا هاني مكهب عالاربعين من عمري اما لتو ما حطيت سيقارو في فمي قدام بابا ولا امي .. كيف كيف قدام اعمامي واخوالي وحتى ياسين خويا الصغير فات الثلاثين سنة بعام وما يتكيفش قدامهم وقدامنا احنا خواتو الزوز الكبار .. ويا محلاه من قدر تربينا وكبرنا عليه .. تربينا على محبة الخير والرضى بالقليل وقدر الكبير .. نفس الشي في الحومة قبل ، كان كي يعرضنا راجل كبير نخبيو الدخان والي عندو شراب يخبيه ولي قال كلمة زايدة على تعديتو هوا يهبط راسو مالحشمة حتى كانو من هاك الشياب الي كي يسمع عوج ما يسكتش وياقف باش يصلح منكر سمعو ، يخزر لهاك الحضبة يعرفش واحد من هاك الفروخ : مش انتي ولد فلان؟ أتو نقول لبوك ، وقتها يبدا التلحليح بيه ووالله خاطيني يا عم الحاج راهو هذاكا وعادي تمشي صبة بلي قال خير ما توصل لبوك وتاكل على راسك ما كلى الطبل طول شهر رمضان .. وقتها عمك الحاج يدور للي قال كيف كيف يسألو ولد شكون انتي وكانو مش ولد حومة يجبدلو اوذانو ويقلو برا شد قدام داركم .. ويا خوفي نهارة الي نشوف عمك الحاج واقف مع بابا ويحكي معاه ، نحس قلبي مش يتنحى من بلاصتو وقتها وما نطمان كان ما بابا ما يجبدليش الموضوع ..

انا من جيل خلط على اواخر العهد البورقيبي والخير الي كانت الناس عايشة فيه وبدايات التغيير ، بدينار تاخو 10سواقر وتعمل قهوتين وتفضل منو 100 تعمل منو ربع خبزة وطابع فروماج هذا وقت الي كانت الخبزة كيلو .. ما كانش هالريق متع قاعات الشاي متع وقتنا توا وهالريق متع البنات الي ولينا نشوفو فيه ، متع شكون تحزق اكثر وتظهر اكثر رحابة صدرها وخلي عاد من خلفياتهم السياسية .. هااااااي الخلفية تبارك الله ، تشوف خلفية تنسى لخرة .. هوا شي يفرهد العين بصراحة اما بنات جيلي كانو شي آخر ، مش حكاية حشمة ولا لبسة وسترة ، اما كانو فارعين واجهم مالطاي ستندار الي نشوفو فيه توا ، نتذكر عامة السادسة ابتدائي متاعي معايا بنات البعض منهم كي تجي تقعد ترمي بزازلها عالطاولة ، مالجملة كي نجحنا معانا وحدة يذكرها بالخير اسمها عايدة ، عاد كي دخلنا لليسي واستفقدتها ، سألت عليها قالو راهي عرست في الصيف ، هذا بخلاف الي بطلو القراية جملة ، ماهو في الوقت هذاكا تنجم تقول ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎﺵ ﻓﻲ ﺳِﺒْﺮﻧﺎ ﺷﻜﻮﻥ يشجع الطفلة ﺑﺶ ﺗﺤﻘّﻖ ﻭﻟﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ ﻭﺣّﺪﻫﺎ .. ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻟﻬﺎ ﺑﺮﺑّﻲ ﻋﻼﻩ ﺗﻘﺮﻯ ﻭ ﺗﻀﻴّﻊ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻙ ؟ ﺗﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺗﻤﺴﺢ ﻭﺗﻄﻴّﺐ ﻭﺗﺮﺑّﻲ ﺍﻟﺼّﻐﺎﺭ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻴﻨﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ، ﺭﺍﺟﻠﻚ ﻧﻬﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎﻟﻚ ﻓﺎﺵ ﻳﻌﻤﻞ !؟ ﻭﺑﺮّﺍ ﻋﺎﺩ ﻛﺎﻥ "ﺯﻫّﺮﺗﻠﻬﺎ" ﻭﺟﺎﻫﺎ "ﺭﺍﺟﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ" ﺣﺴﺐ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺶ ﺣﺘّﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺰﺍﻟﺖ ﺗﻘﺮﻯ، ﻳﺒﺪا ﻳﺘﺠﺒّﺪ ﻭﻳﺘﺸﺮّﻁ ﻭﻳﺤﺒّﻬﺎ تبطل ﺍﻟﻘﺮﺍﻳﺔ اول حاجة .. ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻠّﺖ ﻓﻤّﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻧﺤﺐّ ﻧﻜﻤّﻞ ﻗﺮﺍﻳﺘﻲ ، ﻧﺤﻘّﻖ ﺫﺍﺗﻲ ، ﻧﻔﺮّﺡ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﺃﻣّﻲ ﻭﻧﺪﻟّﻞ ﺧﻮﺍﺗﻲ ، لا شكون يسمعها ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻨﻜﺮﻭﺵ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻞّ .. وقتها المجتمع مازال محافظ ومازال ما تفتحش عالحداثة الي جابهالنا البارابول ، ووقتها رباية الانثى مازالت صعيبة ، كيما يقولو الصفاقسية ، الي عندو طفلة ، عندو قنبلة في الدار ، ﻭيا سيدي ﺣﺘّﻰ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻠّﻤﻮﻫﺎ ﺗﻄّﻴّﺐ ﻭلا ﺗﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﻣﻮﺵ ﻟﺮﻭﺣﻬﺎ .. ﻻ .. ﻫﻮﻣﺎ ﻳﺤﻀّﺮﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟّﻲ ﻭﻟﺪ ﻟﺤﻼﻝ ﻳﺴﻜّﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪّﺍﺭ .. ﻭﺗﻮﻟّﻲ ﻛﺎﻥ ﺣﺒّﺖ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻊ ﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻭلا ﺗﺼﺒﻎ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭلا ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻱّ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻟﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﻌﺮّﺱ ﺃﻋﻤﻞ ﺇﻟّﻲ ﺗﺤﺐ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺤﻄّﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﺃﻧّﻮ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺑﺶ ﻳﺨﻠّﻴﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺘّﻮﺵ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺑﻮﻫﺎ .. ﻭﻗﺘﻠّﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺵ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﺑﺶ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺮﺱ " ﻋﺰﻳّﺰتي ﻫﺬﺍﻛﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺑﻮﻙ ، ﺃﻣﺎ ﻫﻮﻧﻲ ﺩﺍﺭ ﺭﺍﺟﻠﻚ" وللحديث بقية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقف ...

سي المثقف وسي المتعوس

ايجا عندي